مقالات

عيد فؤاد يكتب: تقاليع رمضان كلها إسفاف

عيد فؤاد يكتب: تقاليع رمضان كلها إسفاف

بداية ..معذرة عزيزي القارئ للخروج هذه المرة عن الكتابة في مجال تخصصي في النقد الرياضي كما جرت العادة، حيث أن هذه المرة من المرات القليلة التي تعمدت التغريد فيها بعيدا عن النقد الرياضي ، نظرا لأن ما حدث خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة دفعني لكتابة السطور التالية .
فوجئت مثل الملايين غيري من المصريين وغير المصريين بالفنان محمد رمضان يثير الجدل مجددا كما هي عادته دائما، منذ إطلالته على الشاشة الصغيرة بالعديد من الأعمال الفنية”الهابطة” التي تسبب معظمها في انتشار العنف والبلطجة في الشارع المصري، حيث ظهر رمضان في مهرجان إسمه وادي “كوتشيلا” للفنون والموسيقى بالولايات المتحدة الأمريكية، بشكل ومظهرمختلف، مرتديا ما يشبه ملابس الراقصات مع احترامي لهن جميعا، على اعتبار أن هذه مهنتهن، وقد كشفت مصممة الأزياء فريدة تمراز عن ملابس الفنان المخجلة وقالت في إحدى تصريحاتها، “للعلم الجزء العلوي، مصمم من 225 جنيه، من العملة المعدنية، ويظهر في الخلفية وجه فرعونية” .
الحقيقة أن رمضان أساء للفراعنة، كما أساء لجميع المصريين بمن فيهم الفنانين أنفسهم، رغم تصدره مؤشرات البحث “جوجل” ولكن “ترند” سلبي، وسيكون له المزيد من الآثار السلبية على الفنان مستقبلا من حيث الشعبية .
شخصيا ..لم أفهم لماذا سقط محمد رمضان في هذا المستنقع، فهو ليس بحاجة إلى شهرة أو مجد أو مال، ولماذا يسبح عكس التيار؟
ألا يكفيه تقديم عددا من الأعمال الفنية الهابطة التي حقق من ورائها أموالا طائلة برعاية بعض المنتنجين الذين يبحثون عن الأعمال التجارية فقط، بعيدا عن الفن الهادف، والتي علّمت البعض البلطجة وتسببت في بث الذعر في الشارع المصري ولا تزال توابعها مستمرة ؟
ألم يعلم الفنان أن مثل هذه الأعمال”التافهة” تمثل خطورة بالغة وتوصل رسالة سلبية عن المجتمع المصري للخارج، بل أن تاثيرها أخطرعلى الشباب والنشء المولعين بـ “نمبر وان” . ؟
المؤكد أنني شخصيا كنت ممن توسموا في الفنان محمد رمضان خيرا عقب ظهوره في الموسم الرمضاني الأخير، مقدما برنامجا إنسانيا على إحدى القنوات الفضائية تحت إسم “مدفع رمضان”، وقد التف حوله الناس، وخاصة بعدما جبر بخاطر البعض منهم، حيث كان يقدم جوائز مالية كبيرة للبسطاء من عامة الشعب، رغم انها كانت من عائد الاتصالات الهاتفية التي كان يجريها المشاهدين بالبرنامج “يعني من الآخر من دقنه وافتله ” .!!
لقد توقعنا أن النجم قد عاد إلى رشده بتقديم جزء من الدين الذي طوق عنقه لهذا الشعب العظيم، الذي ساهم في صنع نجوميته وشعبيته وشهرته، بل وأوصله إلى ما هو فيه، من مجد وثراء، إلا انه للأسف عاد لأفعاله وتصرفاته الصبيانية التي تثير الاشمئزاز وتسيئ إلى الفن والفنانين المصريين، وهو ما ينطبق عليه المثل “رجعت ريما لعادتها القديمة” .
رمضان تعرض لانتقادات شديدة وقاسية من معظم المصريين، وقد جنى ثمار تصرفاته الخاطئة المزيد من لعنات المصريين، بعدما كانوا يشيدون به بعد برنامجه الرمضاني .
محمد رمضان نفسه من الواضح أنه لا يعي جيدا قيمة الفن المصري الراقي والنظيف والذي يُعد القوة الناعمة في مجتمعنا وعادة ما يكون له تأثير كبير على المواطنين سلبا أوإيجابا، ومن الطبيعي أن الفنان عندما يشارك في المهرجانات الدولية والعالمية يسعى جاهدا لتشريف بلده ويرفع رأسها عاليا، بفنه، وثقافته، وحضوره الجذّاب، وملابسه، ومظهره الأنيق، بينما ما فعله رمضان في مهرجان وادي “كوتشيلا” لا يمت إلى هذا أو ذاك بصلة، ومن هنا أطالب نقيب المهن التمثيلية د. أشرف زكي بإحالته للتحقيق، لأنه أساء لنا جميعا كمصريين مع ضرورة وضع حد لتصرفاته النشاز، التي عادة ما تكون موضوع جدل بين الكثيرين عبر السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المختلفة .
وإزاء ما حدث من تصرفات لنجم كبير كان له محبيه ومعجبيه ولا يزال وإن كانت قد قلت، إلا أنه في الوقت نفسه قد تعرض لأشد الانتقادات، وكان من بين أبرز منتقديه، علاء مبارك نجل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، حيث قال في تويتة له على موقع التواصل الاجتماعي “X” (المفروض أن الفنان والنجم شخصية عامة وحريته الشخصية تكون داخل بيته يلبس اللي يلبسه في بيته، لكن خارج باب بيته المفروض يكون قدوة بتصرفاته ومظهره وفنه وبتقديم فن محترم وراق مع الأخذ في الاعتبار أن آلاف من الشباب المحب لهم قد يقوم بتقليدهم..الخطوة الجاية ربما نشاهد حلق في الأنف ثم في أماكن أخرى عشان مواكبة الموضة هو في إيه؟، هو إحنا رايحين على فين وهي معايير الرجولة والفن اتغيرت وإحنا ما خبرش ولا إيه ! ) .
لكن السؤال ..هل يمكن لمحمد رمضان أن يقلع عن هذه التقاليع الغربية الغريبة والتي تحولت إلى ظاهرة في مجتمعنا بعد أن بدأ البعض في تقليدها ؟
وهل يمكن أن يحاسبه أشرف زكي على ما تسبب فيه من أذى نفسي، علاوةة على أذى عيون جميع من شاهدوه ..أتمنى ذلك، وإن كنت أشك في ذلك .؟!!

الساعة نيوز

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى