قصة وفاه المحامى محمد مهران» يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل قاعة المحكمة بوادي النطرون أثناء تأدية عمله
“سلالم محكمة وادى النطرون”.. مكان لن ينساه أسرة المحامى بالنقض محمد على مهران، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة، بمحكمة وادى النطرون، صباح أمس الموافق 13 أكتوبر، لإصابته بجلطة، أثناء تأدية واجبه لأخر لحظة في عمره، فأطلق عليه المحامين فى تلك اللحظة “شهيد الروب الأسود”.
المحامي محمد علي مهران استيقظ المحامي محمد علي مهران، صباح يوم 13 أكتوبر الماضى، وانتقل من مسكنه بمحافظة القاهرة إلى محكمة وادى النطرون، لحضور أحد الجلسات الخاصة بقضية سلاح وذخيرة واستعراض قوة، برفقة 2 من مساعديه بمكتبه، ممسكاَ فى يده حقيبته التى تضمن الملفات والمستندات التى اعدها لتقديمها لقاضى الجلسة، بغرض الحصول على حكم لصالح موكله – بحسب زميلته في المكتب المحامية أمل عبدالعزيز.
“مهران” شهيد الروب الأسود
وفور وصول المحامى محمد على مهران إلى محكمة وادى النطرون، وقبل صعود “سلم دخول المحكمة”، لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة إصابته بجلطة، وكان ممسكا أيضا بالروب الأسود الذى كان يستعد لارتدائه، وهو الذي يمثل الزي الرسمي لمهنة المحاماة، إلا أن قدر الله قد حان، بعد سقوط المحامي ممسكاَ في يده سلاح المستندات، وفى يده الأخرى روب الوقار، خاصة وأنه لم يذق طعم الراحة لمدة 3 أيام متواصلة بانتقاله لـ3 محاكم في محافظات مختلفة بالمنيا وسوهاج ووادى النطرون لحضور جلسات موكليه – الكلام لـ”عبدالعزيز”.
وفى تلك الأثناء – فوجئ عشرات المحامين بسقوط زميلهم على باب المحكمة، وتجمعوا حوله فى محاولة لإنقاذه بعدما ظنوا أن الرجل مغشياَ عليه، وحاول البعض ممارسة مهام الطبيب فى ظل عدم وجود طبيب فى المحكمة، وقاموا بفتح أزرار قميصه والمسح على صدره، وقاموا بنقله لأقرب مستشفى، إلا أن الأطباء أخبروا المحامين بأن روحه قد فضات إلى باريها، وأجهش المحامون والمحاميات بالبكاء على زميلهم الذي لفظ أنفاسه الأخيرة داخل أروقة المحاكم، وأخذ يردد المحامين مقولة: “ده شهيد الروب الأسود”.