عيد فؤاد يكتب: الزمالكاوية غاضبون.. والأهلاوية يحتفلون في رمضان !!

تصاعدت لهجة بعض الأبواق المنتمية لنادي الزمالك معلنة احتجاها وغضبها الشديد من كثرة تواجد بعض المنتمين للنادي الأهلي في الإعلانات التليفزيونية سواء لاعبين أو مدربين أو حتى بعض الإعلاميين الذين يعملون في قناة النادي “الفئوية” وامتد ذلك لأُسرْ بعض اللاعبين والمدربين الأهلاوية، وفي المقابل اختفاء نجوم الزمالك من على الشاشات . !!
أصحاب الأصوات العالية ممن ينتمون للقلعة البيضاء يرون أن الزمالك قد هُضم حقه بعدم تواجد أي من لاعبيه في الإعلانات الرمضانية التي تُبث على مختلف القنوات الفضائية المصرية والعربية وبكثافة لافتة للأنظار.
نسي هؤلاء أن منتجي الإعلانات ومسؤولي التسويق في الشركات المحلية والعالمية المختلفة يتهافتون دائما على الناجحين فقط ليتعاقدوا معهم للترويج لمنتجاتهم، وأعني هنا بالناجحين، أي أصحاب الانجازات، حتى لا يفهم احد كلامي بالخطأ، وخصوصا أن الأهلي “براند” عالمي ينجّح أي منتج يقترن إسمه بالأهلي أو بأي من نجومه، والدليل على ذلك ملايين الدولارات التي أغدق بها “FIFA ” عليه لمشاركاته في كأس العالم للأندية بصفة شبه مستمرة، وصلت إلى 9 مشاركات سابقة، إضافة إلى المشاركة العاشرة في المونديال القادم الذي سيقام في أمريكا خلال الفترة من 14 يونيو وحتى الثالث عشر من يوليو بنظامه الجديد، بمشاركة 32 ناديا من مختلف قارات الدنيا..والذي ستتجاوز أرباحه منها قرابة النصف مليار جنيه، كل هذه النجاحات تُحسب للأهلي، إدارة، ولاعبين، وجماهير.
الواقع يؤكد، أن أي نجم من أبناء الأهلي يرفع من قيمة المنتجات التي يشارك في الإعلان عنها، لمجرد اقتران المنتجات بإسمه، أو بإسم أي من زملائه، لسبب بسيط جدا وهو أن انجازات وبطولات نادي القرن في أفريقيا وصلت العالمية، وبالتالي رواج المنتج سيحقق نجاحا مضمونا 200% وهو ما يسعى إليه أي مُعلنْ، ولذلك فإن تواجد الأهلي شبه الدائم خلال العقد الأخير على وجه التحديد على منصات التتويج أصبح أمرا عاديا، وخصوصا من حيث الفوز بأكبرعدد من البطولات القارية، سواء دوري أبطال أفريقيا أو كأس الكونفيدرالية”2014″، أو السوبر الأفريقي أو كأس الانتركونتيننتال “بطل ثلاث قارات”، كما أنه أول نادٍ مصري وعربي وأفريقي يتوج به، ناهيك عن الفوز بالبطولات المحلية ما بين الدوري، وكأس مصر، والسوبر المصري، والتي لا يمر موسم إلا وكان قد توج بأكبر عدد منها.
المؤكد أن وجود تفاوتا كبيرا جدا بين الأهلي والزمالك، يصب في صالح القلعة الحمراء خلال هذه الفترة يعد أمرا طبيعيا ومنطقيا، نتيجة الاستقرار الإداري الذي ينعم به وانعكس عليه إيجابيا من الناحية الفنية، والدليل على ذلك الفارق الشاسع في القيمة التسويقية بين الناديين في لعبة واحدة مثل كرة القدم فقط والتي تجد فيها تفوقا أهلاويا كاسحا، نظرا للانجازات الكبيرة والملموسة التي حققها المارد الأحمر على مختلف الأصعدة ويشعر بها المصريين، فما بالنا في باقي الألعاب، حيث وصلت القيمة التسويقية للاعبي الأهلي، طبقا لموقع
“ترانسفير ماركت” العالمي 33.90 مليون يورو، فيما تبلغ القيمة التسويقية للزمالك 16.30 مليون يورو.
وبحسبة بسيطة، نجد أن قيمة لاعبي الأهلي التسويقية بالجنيه المصري تصل إلى ما يعادل مليار وثمانمائة وثلاث وثلاثين مليونا وسبعمائة وثمانية عشر ألفا وثمانية جنيهات ( 833.718.8. 1)، مقارنة بالزمالك الذي تصل قيمته التسويقية إلى ثمانمائة وخمس وتسعون مليونا ومائة وست وتسعين ألف جنيها
( 895.196 ) .
الحقيقة التي يعلمها الجميع أن الأهلي هو المنظومة الأنجح في مصر والوطن العربي وأفريقيا بدون مبالغة بعد المؤسسة العسكرية، والدليل على ذلك النتائج والبطولات الكثيرة والكبيرة والتي ساهمت في زيادة شعبيته الجارفة محليا وعربيا وقاريا وعالميا، وهو ما منحه التفوق الكاسح على منافسه الزمالك، وبالتالي فمن الطبيعي أن يلهث المعلنون خلف نجومه للترويج لمنتجاتهم .
وكانت إعلانات شهر رمضان المبارك قد شهدت تواجد مصطفى شوبير حارس مرمى الفريق”البديل”، حيث ظهرت معه والدته في إحدى اللقطات وهي تحتضنه وتهنئه على بطولة شارك في تحقيقها مع الأهلي، كما ظهرت “إليسا يانكون”، كريمة ميشيل يانكون مدرب حراس مرمى الأهلي، وقد ظهر أيضا سيد عبد الحفيظ مدير الكرة الأسبق، ومحمد مجدي افشة، وإمام عاشور لاعبا الفريق، وغيرهم من النجوم، بعيدا عن إعلان ستاد الأهلي الشهير الذي شارك فيه كوكبة من النجوم .
على الجانب الآخر فإن جماهير الزمالك ومحبيه ربما يكون لديهم كل الحق في الغضب والحزن من عدم ظهور بعضا ممن يحبونهم في إعلانات مماثلة لنجوم الاهلي ولكن إذا “تفحصّوا ومحصّوا” ما يحدث، سيتأكدون أن هناك تقصيرا من لاعبيهم ترتب عليه ابتعادهم عن منصات التتويج، وبالتالي انعكس ذلك على اختفاءهم وعدم تواجدهم في الإعلانات بصفة عامة، وهو ما يتطلب من لاعبي الأبيض ونجومه بذل مجهودا مضاعفا حتى يعودوا لتصدر المشهد مجددا، ليس من أجل الشو الإعلامي فقط الذي سيحقق لهم مكاسب مالية بملايين الجنيهات، ولكن من أجل استعادة التواجد على منصات التتويج أولا، وبعدها سيجنون الثمار أضعافا، مضاعفة ..”مش كده وألا إيه” .؟