تقارير وتحقيقات
رئيس كتلة الحوار: «الإخوان» أصدرت تشريعات تخدم كوادرها.. وحاولت اغتيال قوة مصر الناعمة
قال د. باسل عادل، رئيس كتلة الحوار، وعضو مجلس النواب فى فترة حكم الجماعة الإرهابية، إنه لولا حدوث ثورة 30 يونيو لكانت مصر انفجرت من الداخل، بسبب حجم مفاسد الجماعة ومحاولاتها المستمرة للسيطرة على كل مفاصل الدولة، بما فيها إصدار تشريعات خاصة لخدمة كوادرها والعفو عن مسجونيها من المحبوسين فى قضايا إرهاب.. وإلى نص الحوار:
كيف خططت جماعة الإخوان لمحو هوية الوطن؟
- الإخوان لا يفهمون معنى الوطن من الأساس، لذلك فهم لا يدركون هويته، ويسعون لمحو أى هوية تخالف هوية التنظيم، الذى لا يؤمن بفكرة الوطن أو الهوية، بل يرى أهمية قيام المشروع الإخوانى وتحقيق مصالحه، وهو ما ظهر فى سنة وجودهم تحت قبة البرلمان والرئاسة، وكانت محاولاتهم واضحة جداً، حيث حاول الإخوان أخونة كل مفاصل الدولة والوزارات والهيئات وأجهزة الحكم المحلى، حتى على مستوى الشركات والاستثمار انطلقوا لفتح شركات كثيرة لغزو سوق القطاع الخاص والسيطرة عليه، ولو كان استمر الإخوان أكثر من ذلك فى الحكم لكانوا سيطروا على قطاع كبير من أجهزة الدولة والقطاع الخاص، وجميعنا شاهد فى أثناء فترة حكمهم إيثارهم لأنفسهم وجماعتهم وتفضيلها عن باقى الجماعة الوطنية المصرية.
باسل عادل: «30 يونيو» أنقذتنا من وضع كارثي.. ولولاها لكانت مصر انفجرت من الداخل
حدثنا عن ملف الأخونة كونك شاهداً على تلك الفترة؟ - كانت محاولات الإخوان واضحة جداً للسيطرة على كل مفاصل الدولة، وترقية وتصعيد كوادرهم فى كل مكان، وكذلك اختياراتهم للوزراء والمسئولين، فضلاً عن محاولة سيطرتهم على الإعلام الرسمى للدولة، فاعتبروا الدولة مغنماً لهم خاصة فى السيطرة على الحكومة والوزارات والهيئات.
ما الأساليب التى اتبعتها الجماعة لتنفيذ مخطط الأخونة؟ - محاولات الجماعة لأخونة الدولة كانت ستجعل الدولة دينية فاشية مغلقة على جماعة، حيث سعوا لانغلاق الدولة عليهم بكل مغانمها وثمارها لتصب فى مصلحتهم فقط، وهو ما كان واضحاً جداً فى حكمهم، من خلال تمكين كل كوادر الجماعة فى شتى المناحى والمجالات، وتكون هى الممكن بداية من رئاسة الجمهورية والوزارات والهيئات والشركات والقطاع الخاص.
وماذا عن الجوانب الاقتصادية؟ - أفراد الجماعة أيضاً كانوا يعملون فى مكاتب محاماة تعمل عن طريق السمسرة لحل قضايا المستثمرين عن طريق أخذ نسب معينة والاتفاق لهم على مصالح محددة مع الدولة عن طريق حكم الإخوان، وهو ما كان باباً من المفاسد كانت ستجعل الدولة تخرج عن الطرق التشريعية والقوانين من خلال الاستثناءات لصالح الجماعة وكوادرها.
كيف كانت محاولات أخونة التشريعات داخل البرلمان؟ - من خلال وجودى نائباً فى برلمان الإخوان كانت الأغلبية من الجماعات الإسلامية، أذكر وأنا عضو فى اللجنة التشريعية والدستورية أنهم أفرجوا عن 41 مسجوناً من الجماعات الإسلامية والإخوان والسلفيين على ذمة قضايا إرهاب، قبل انقضاء فترة العقوبة، كذلك إصرارهم على إصدار قانون آخر الذى كان يبدو فى شكله شعبياً، وهو تثبيت العمالة المؤقتة نحو 700 ألف عامل مؤقت، وقيل إنه بعد ذلك تم زيادة عددهم إلى أكثر من مليون عامل، وهو ما سيكون تحميلاً كبيراً على ميزانية الدولة، فى ظل عدم القدرة على توفير أموال الرواتب والحوافز، لكن كان هناك إصرار بذلك لتعلية شعبيتهم وسط الشعب، دون الحديث عن توفير الموارد لتنفيذ هذا القانون فى ظل ميزانية ضعيفة وأزمات عميقة نتيجة الثورة وما بعدها.
هل الجماعة كانت تستمع للمعارضة أو تعطى مساحات لهم داخل البرلمان؟ - أغلبية البرلمان ورئيس المجلس كانوا من الإخوان، ولم يكونوا يسمحون بالاستماع إلى المعارضة مطلقاً، وكل القوانين التى تصدر تكون من خلالهم أو لصالحهم أو لعمل شعبية لهم.
ما مخاطر مخطط أخونة الدولة فى حال لو استمر؟ - مخطط أخونة الدولة فى حالة نجاحه، كان سيؤدى إلى دولة تحكمها جماعة منغلقة على نفسها وتعمل لصالحها وتتحدى البقية، فضلاً عن النزاعات الكثيرة داخل الهيئات والوزارات، وكذلك كانت ستكون هناك خطورة كبيرة إذا توغلوا إلى الوزارات السيادية، مثل الجيش والشرطة، وتحويلها لميليشيات عقائدية، خاصة أن مصر أساسها وقوتها الحقيقية فى جيشها ووحدته ولحمته على عكس الجيوش الموجهة فى بلاد أخرى، فضلاً عن وزارة الخارجية فإذا نجحت الإخونة لتحولت مصر لدولة دينية يتجنبها العالم.
أفرجت عن محبوسين في قضايا إرهاب واتحاد الشعب كلمة السر في نجاح «30 يونيو»
ما كلمة السر فى نجاح الثورة؟ - سر نجاح ثورة 30 يونيو هو الاتحاد الكبير الحاصل بين كل طوائف الشعب وكل أجهزة الدولة، فاتحاد المصريين وإرادتهم ونزولهم بالملايين والتأكيد على مصريتهم وهويتهم كانت من كلمات السر لنجاح 30 يونيو، حيث كانت الدولة ستنفجر من الداخل إذا استمرت الجماعة فى الحكم، ولكن الله أنجى مصر منهم، وبدأ البلد طريق التنمية والاتجاه للجمهورية الجديدة وتنفيذ مشروعات كبرى لم نكن سنرى ربعها إذا استمر الإخوان فى الحكم.
لولا «30 يونيو»
ثورة 30 يونيو أنقذت الوضع وبدونها كان سيبقى الوضع فى مصر كارثياً بشكل كبير، فكان هدف الثورة الحفاظ على هويتنا المصرية والشكل المصرى الطبيعى وفننا وثقافتنا والحفاظ على قوة مصر الناعمة التى كانت ستغتال على يد الإخوان لو كانوا استمروا، وكان سيراق دم الثقافة المصرية على الأرصفة، ففى عام الإخوان رأينا إرهاباً فى كل مكان وفى سيناء، ولا ننس كلمة المعزول محمد مرسى، حينما قال: «الحفاظ على سلامة الخاطفين والمختطفين»، بخلاف رد فعله حينما استشهد عدد كبير من الجنود المصريين.