رئيس اتحاد المجامع اللغوية: لغتنا لن تنقرض لكنها تواجه تحديات
الذكاء الاصطناعي لن يؤثر على هويتنا إذا تحققت المشاركة المجتمعية
أجرى الحوار: فتحية حماد
قضية اللغة العربية في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي قضية مهمة جدًا، ويعمل اللغويون على تحقيق المعادلة الصعبة في اللحاق بركب التطور وتوظيف هذه التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية.
وفي إطار ذلك وتزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور حسن الشافعي رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، حول أهمية الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية خاصة لدى النشىء الجديد.
في البداية قال الدكتور حسن الشافعي: التطور الرقمي أو ما يسمى بالذكاء الاصطناعي، هي مناهج مستحدثة أصبحت تدخل في كل فروع الدراسات اللغوية والإنسانية والعلمية أيضًا، ولذلك فإن تأثيرها يشبه منطق أرسطو في العصور القديمة الذي يتخذ منهجًا في جميع العلوم، فهو منهج للدراسة في سائر الفروع الإنسانية والعلمية، واستطرد قائلاً: اللغة ليست إلا واحدة من هذه المجالات التي تأثرت واستفادت من هذا التطور، وفي الوقت نفسه واجهت تحديات جديدة بعد هذا التطور.
العولمة والقومية
واستكمل رئيس اتحاد المجامع اللغوية قائلاً نحن في المجتمع حريصون على الإفادة من المناهج الجديدة والتقدم المنهجي لسببين رئيسيين الأول: تطوير أعمال المنهج نفسه وتحويله للنظام الرقمي بالكامل، حيث أنه يمكن لأي فرد في العالم بضغطة زر على الجهاز أن يتعرف على منتجات المجمع الفكرية وأعمال لجانه المختلفة، والثاني: أن نعرف تأثير هذا التطور العلمي على اللغة نفسها، وهذا التطور ليس هينًا لدرجة أن بعض الخبراء يتخيل أو يتوقع أن بعض اللغات الصغيرة في العالم ربما تتعرض للضعف أو الانقراض التام، لكننا لا نعتقد أن اللغة العربية ستصل إلى هذا الحد لكنها لم تخل من التأثر، لذلك نحن نعمل في المجامع على أن نستفيد من الجوانب الإيجابية من حركة الذكاء الاصطناعي كمنهج جديد في العلم والإنسانيات وأن نتوقع الأخطار التي تنجم عنه.
وأشار الشافعي إلى أن العالم كله يتحدث الآن عن هذه الأخطار التي يتضمنها التطور التكنولوجي سواء على الهويات الشخصية والكرامة الإنسانية للأفراد وبعض اللغات والثقافات وفي الدول غير العربية وخاصة فرنسا اهتمت بهذا الجانب بالتزامن مع حركة العولمة وكلاهما يؤثر على الهويات القومية فيجب أن يكون لدينا وعي بهذه الحركة ونستفيد من الجوانب الإيجابية ونتقي الجوانب السلبية لها.
الطفل العربي والذكاء الاصطناعي
وقال، د. حسن الشافعي: أن النشء الجديد الآن ضحية لما يسمى “الموبايل”، وهو من منتجات الذكاء الاصطناعي والتطور الرقمي، وأصبح هناك فئات في المجتمع وبالأخص النشىء الجديد لا يعرف شيئًا إلا من خلال الموبايل الذي أصبح مدخله الوحيد للمعرفة، فهو لا يعرف الورقة ولا القلم ولا الحبر ولا معنى الكتاب، حتى أسرته لم تعد قادرة على السيطرة على كم المعلومات التي يأخذها من “الموبايل”، فيجب علينا أن نفكر في حماية الطفل العربي ونحن نأمل أن تعمل المجامع على إنتاج معجم منطقي ومصور ومكتوب يخاطب الطفل العربي لحمايته من الأثار السلبية التي ينتجها التطور التكنولوجي الجديد وتنويع مصادر المعرفة التي تحيطه علما ببيئته والعالم من حوله والحفاظ على هويته ليس فقط من خلال هذا الجهاز (الحاسب الآلي -الموبايل) .
مسؤولية مجتمع وليست مسؤولية مجامع
وأكد الشافعي على أن الدور في ذلك الشأن مشترك بين الأسرة والمجتمع وليس المجامع اللغوية فقط موضحاً أن هذا ليس تنصلا من المجامع من المسؤولية تجاه اللغة العربية لأن الناس يظنون أن مسؤولية اللغة العربية تقع على المجامع فقط وهذا غير صحيح فالأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام والجهات المعنية والجمهور فهي مسؤولية مجتمعية مشتركة لنحافظ على لغتنا وثقافتنا وهويتنا العربية