استطاعت الفنانة دنيا عبد العزيز أن تحجز مكانة خاصة في قلوب المشاهدين، حيث عكست بحرفيتها الشديدة الصدق والواقعية واستطاعت أن تلامس وجدان الجمهور بأسوبها الفريد وأدائها المتقن، نستطيع ان نقول ان دنيا عبد العزيز اسم يختصر فيه الابداع الحقيقي في عالم التمثيل..
ما يميز دنيا عبد العزيز هي قدرتها في تجسيد الشخصيات التي تلعبها بقدرة فريدة تُشعر المتلقي بأنه يعيش مع الشخصية وكأنها أحد أفراد اسرته بكل آلامها وتعايشها واحتكاكها بغيرها من الشخصيات الأخرى فهي تستطيع أن تتقن التعبير عن أدق المشاعر الانسانية بكل تفاصيلها وتغرد خارج السرب، خاصة في تجسيد شخصية “منال” في مسلسل “المداح5” فاستطاعت أن تنقل المشاهد من الحزن العميق الى الفرح العفوي ما يجعل ادائها نابضا بالحياة..
وعلى الرغم من أن دنيا عبد العزيز في شخصية “منال” استمرت لخمسة أجزاء كاملة الا انها استطاعت ان تمسك بخيوط الشخصية وتتلون بأدائها بين الايقاع السريع وهدوء ردود الافعال مع توليفة من المشاعر خاصة في مشهد تعرض “منال” للإجهاض في حدث مأساوي بعد أن ضغط عليها صابر “حمادة هلال” لمعرفة مكان “رحاب” هبه مجدي، لتعود منال إلى منزل حسن زوجها “خالد سرحان” وهي تعاني من صدمة نفسية شديدة، مشاهد عديدة كشفت مرونة دنيا عبد العزيز الفنية وقدرتها على تحدي النمطية التقليدية، لتجعل الجمهور شريكًا لها في التجربة الدرامية وكأنه يعيش اللحظة معها بكل المشاعر والاحاسيس.
استطاعت دنيا بملامحها الطفولية ان تجعل نفسها ابنة واخت وزوجة وام لكل مشاهد من الجمهور؛ حيث اخترقت حاجز الممثل الى ان تصبح فردا من عائلة المتلقي، وذلك استنادًا الى مدرسة الواقعية التي تمارسها “دنيا” في شخصية “منال” التي كسرت حاجز الملل من خلال الاحداث المتتالية وقوة الأداء، أو في الشخصيات التي جسدتها خلال تاريخها الفني منذ ان كانت طفلة بعمر العشر سنوات.
